تتردد عبارة «دستور يا أسيادنا» كثيراً بين سكان الأحياء الشعبية عند مجيء ضيف لزيارتهم حتي تتمكن النساء من تغطية رؤوسهن أو يسارعن لأخذ ساتر، وعندما يتأكد أهل البيت من النوايا الحسنة للزائر يمنحونه صك الأمان ويصبح في حصانتهم ودستورك معاك يا أخويا.
وقد حاول كثير من الباحثين في قواميس اللغة وكتب التراث الشعبي البحث عن أصل حكاية دستور يا أسيادنا، ومنهم الكاتب أسامة عفيفي واكتشفوا أن دستورا قد تمت صياغته بين سيدنا سليمان وملوك الجان يتم بموجبه احترام حقوق الجان في التجول بحرية داخل المناطق المختلفة بشرط ألا يقوم أي عفريت أو جني بالاحتكاك بالبني آدميين أو إيذائهم، وبموجب هذا الدستور صيغت العلاقة بين الإنس والجن وأصبحت عبارة دستور يا أسيادنا بمثابة تذكير دائم من الإنسان للسكان من الجان بدستور سيدنا سليمان.
فيمر الإنسان في المناطق المختلفة بأمان وسلام طالما ذكرهم الإنسان به أي ردد عبارة دستور يا أسيادنا لأن الجن يحترم توقيع أجدادهم علي الدستور، كما أنه دستور أبدي ساري المفعول لم يتعرض لإدخال أي تعديلات عليه أو استفتاءات ونحمد الله أن الحزب الوطني لم يكن قد تم اكتشافه آنذاك وإلا كان ترزية قوانينهم قد قاموا بتعديله آلاف المرات حسب المقاس ورغبة الزبون.
مقال فى المصرى اليوم لفاروق على متولى