رقم العضوية: : 10عدد الرسائل : 199 عــــــلم الدولــــــــة : مزاجى: : وسام: : نقاط : 22 تاريخ التسجيل : 25/02/2007
موضوع: مايكل جاكسون القدوة الإثنين مارس 16, 2009 8:48 pm
كلما رأيت هذه الصورة للمغني العالمي مايكل جاكسون لا أستطيع منع نفسي من الضحك وبصوت عال على أيام غبية عشتها في حياتي، أذكر أن نصف عائلتي كانت مهووسة به وكنت أنا التي لازلت انذاك في المدرسة الإبتدائية من أشد المعجبات به وبكل أغانيه، أذكر أننا كنا نسجل كل حفلاته كما لا نفوت أيا من ألبوماته أما الرقص على اغانيه فكان جنونا لا أستطيع وغيري مقاومته لقد كان يمثل القدوة في عائلتنا هو وما يمثله من الحياة الغربية، غير أنه وفي تلك السنوات في بداية التسعينات بدأت تهب علينا نسائم الصحوة الإسلامية التي ورغم كثرة المغالطات التي صاحبتها، إلا أنها أعادت للمساجد حشودا لم تعرف لها مثيلا منذ الإستقلال، والتي كانت حكرا على الشيوخ الذين يدركون أن أفولهم يقترب عن هذه الدنيا، في تلك السنوات بدأنا نتعرف على هذا الدين الذي لم نكن نعرف منه إلا إسمه وأنه دين الدولة الرسمي فضلا عن بعض العادات المتعلقة به والتي كنا نمارسها تلقائيا كرمضان مثلا رغم أنه لم يكن يصلي أحد أنذاك إلا أمي أما أبي فلم يعتبرها فرضا إلا في السنوات الأخيرة.
هكذا بدأنا نعيد بناء حياتنا وفقا لهذا الدين وطبعا كان ذلك من أشد الصعاب التي واجهتنا، أذكر بوضوح لما لبست أختاي الكبريتان الحجاب الكل إستنفر ذلك الفعل المشين حسبهم، أذكر أنهما قوبلتا بالإستهزاء أينما ذهبتا أما أنا فقد واجهت معارضة شديدة في المدرسة التي كنت أرتادها خاصة من قبل الأساتذة كيف لا وقد أخفي عنهم الشعر الأصفر والجسد الأبيض، حتى أنني كنت مضطرة لسماع محاضرة عند كل حصة عن خطورة هذا الوافد الجديد أي " الحجاب" ..غير أن الحياة استمرت كما كتب لها أن تستمر منذ الأزل، شيئا فشيئا بدا تقبل الإسلام بين الناس، كثيرون مقبلون وقلة مدبرون غير أني لا أخفي بأن هناك من لبس الحجاب بسبب الخوف خاصة أثناء العشرية الحمراء ومنهم كذلك من نزعه بعدها، غير أن الأغلبية أدركوا فضل هذا الدين وأن الإلتزام زاد الكثير لحياة الجزائريين و أن أغلبهم اليوم متدينون بإرادتهم، كما أنني اليوم محتارة جدا وأضحك على نفسي وقد عانقت سن الثلاثين كيف اتخدت مايكل جاكسون الحثالة قدوة لحياتي وأين كنت من قدوة النبي "ص" والصحابة الكرام.
عندما ألتفت اليوم للوراء أقول الحمد لله فالجزائر رغم أنها فقدت الكثير في السنوات الماضية إلا أنها كسبت صحوة إسلامية أعادت لها الكثير من نسائم هذا الدين الحنيف.